Puzzles/ Swarf/ مسرحية نحوية بعنوان محاكمة الفعل المضارع


مسرحية نحوية بعنوان محاكمة الفعل المضارع


👇

المشهد الأول :

يتقدم الماضي والأمر بشكوى ضد المضارع في المحكمة . ‎

الماضي و الأمر :
سيادة القاضي نحن أخوة أشقاء عاهدنا الله على البناء في جميع الأحوال .
‌‎
القاضي : 
هذا شيء في غاية الجمال . 
لكن أين الإشكال ؟ 

الماضي والأمر : 
المشكلة في المضارع فهو أخونا وليس له أخوة سوانا لكننا نتهمه بالخيانة . ‎
‌‎
القاضي : 
وما سبب هذا الاتهام ؟ 
هل خرج عن النظام ؟ 

الماضي والأمر : 
لقد عاش حياته بدهاء متنقلا بين الإعراب والبناء فلا نعرف إن كان معنا أم مع الأعداء . 

القاضي : 
يتم استدعاء المضارع في الحال 
لسماع ما لديه من الأقوال .

المشهد الثاني : 

يدخل الفعل المضارع .

القاضي :
أيها المضارع لماذا لا تثبت على حال ؟ 
هل لديك من أقوال ؟

المضارع :
أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد 
إذا اتصلت بي نون النسوة أو نون التوكيد .
القاضي : [ نظر باستغراب ] 
ولماذا تحولت إلى الإعراب ؟ ‎

المضارع :
كنت أعيش مع أخوتي في سعادة وهناء 
ورضيت مثلهما بالبناء 
ولكنهم عاملوني مثل الأغراب 
فانتقلت من البناء إلى الإعراب.

القاضي : 
تحدث وبكل جراءة . 
ما سبب هذه الإساءة ؟ ‎

المضارع :
لقد رزقني الله من فضله العديد 
فانتقلت إلى بيت جديد [الإعراب] 
وتخلت عني نون النسوة ونون التوكيد .

الماضي و الأمر :
هو الذي تركنا وسبب لنا الخراب 
ولم يكتف بذلك بل تنقل بين الإعراب 
ما بين الرفع والنصب والجزم مما أفقدنا الصواب . ‎

القاضي : 
هذه مسألة تحتاج لمناقشة مستقلة 
لمعرفة السبب والعلة والإتيان بالأدلة . 

المشهد الثالث :

القاضي :
أيها المضارع لماذا تتنقل بين الرفع والنصب و الجزم ؟ 
لماذا لا تثبت على حال وتتصف بالحزم ؟

المضارع :
هناك أمور غامضة تحتاج إلى التوضيح 
سأخبرك بها إن أعطيتني التصريح . ‎

القاضي :
أراك تتحدث بلسان فصيح 
فقل ما عندك بلا نقد ولا تجريح .
المضارع :
عندما انتقلت إلى الإعراب 
تزوجت ثلاث زوجات؛ 

الأولى كانت رقيقة الإحساس 
جعلتني مرفوع الرأس بين الناس 
لكن لم تنجب أولاد .

القاضي :
وما قصة الزوجة الثانية ؟
‌‎
المضارع :
كانت في غاية الروعة والجمال 
وجعلتني منصوبا بين الأفعال 
ورزقني الله منها خمسة فتيات 
أقصد أدوات ‌‎

القاضي :
وما أسماء هذه الأدوات بالتفصيل؟ ‌‎

المضارع : 
أن، لن، كي، حتى، لام التعليل

القاضي :
هل يمكن أن تجمعهم لنا في مثال 
من الواقع أو الخيال؟ ‎

المضارع :
لن يقبل المؤمن أن يقلد أباه 
حتى يكون صالحا في الحياة 
كي يرضي عنه الإله 
لينال رحمته و رضاه . ‎

القاضي :
كلام جميل 
لكن ما قصة زوجتك الثالثة بالتفصيل ؟ ‎

المضارع :
كانت من بنات العائلات 
وجعلتني مجزوما بكل الحالات 
ورزقني الله منها بأربعة فتيات 
أقصد أدوات . 

القاضي :
وما هذه الأدوات ؟ ‎

المضارع : 
لم ، لما ، لام الأمر ، لا الناهية 

القاضي :
هل تستطيع أن تجمعهم في مثال 
من الواقع أو الخيال ؟ ‏
المضارع :
لا تعجل ، في طلب الأرزاق 
و لتتمسك  بالأخلاق 
لأنك لم تشرك بالله على الإطلاق 
و لما يدخل في قلبك النفاق .


المشهد الرابع :

الماضي والأمر :
ولكن هناك إشكال آخر 
فالمضارع يأتي صحيح الآخر 
أو معتل الآخر ؛

فهو بين الصحيح و المعتل 
بطريقة تجعل العاقل يختل .

القاضي :
وما الفرق بين صحيح الآخر 
ومعتل الآخر ؟ 

المضارع :
الأمر سهل يسير 
حسب الحرف الأخير 

فإن كان الألف أو الواو أو الياء 
أكون معتل الآخر يا أبناء 
وإن كان غير ذلك فأنا صحيح الآخر .

القاضي :
هل يمكن أن تلخص أقوالك في قول مفيد 
حتى نتعلم منك ونستفيد ؟

المضارع :
سيادة القاضي أنا ألتزم البناء في حالتين بالتحديد 
عندما تتصل بي نون النسوة ونون التوكيد .

وخلاف ذلك أكون معربا 
فأنصب بأدوات النصب 
وأجزم بأدوات الجزم 
وأرفع إذا لم يسبقني ناصب ولا جازم 
ولا فرق في ذلك بين الصحيح والمعتل .

القاضي :
اذكر لنا علامات إعرابك بالتفصيل 
حتى نحفظ لك هذا الجميل . ‌‎

المضارع :
عندما أكون صحيح الآخر 
أرفع بالضمة الظاهرة 
وأنصب بالفتحة الظاهرة 
وأجزم بالسكون .

وعندما أكون مبنيا يكون 
البناء على السكون مع نون النسوة 
وعلى الفتح مع نون التوكيد 
والله على ما أقول شهيد.

القاضي :
حكمت المحكمة ببراءة المضارع 
من جميع التهم المنسوبة إليه 
وبقاء الحال على ما هو عليه .

رفعت الجلسة
🌺🌺🌺

لـ محبي اللغة العربية

منقول








No comments:

Post a Comment